السبت، 23 أكتوبر 2010

بين لينين وماركس:كيف تموت الأفكار وتبعث

بين لينين وماركس:كيف تموت الأفكار وتبعث
إن الوضع الدي تفرضه اللغة من حيث التقابل والتناظر،يحيلنا عمدا لآليات المقاربة التي تجعل الكاتب في موضع غير حياد في تبيان السلبيات والإيجابيات.
هده المقارنة لانرمي بها إلى ملاحظة الفروقات الشخصانية،بل تتبع مسيرة أفكار الرجلين ومدى إرتطامها ببرك الواقع الساكنة..ومتى توقفت موجات الإرتطام عن التكون إبتعادا..
بدءا،يبرز لنا الإختلاف الدي يشكل النقطة الأساسية في المسائل التي يحوم حولها الرجلين فكرا وتفكيرا،قولا وكتابة،فبينما أرهقت ماركس رحلة العصف الدهني حول فلسفة تغير العالم والدفاع عن مصالح الجماهير-الشغيلة-تحولت عند لينين المهمة من مهمة تنوير وبحث معرفي إلى بوليتيكا فجة قوامها نظرية الدولة والدين ومصالح البروليتاريا في مواجهة البورجوازية الملاك والمزارعين والأقليات..تحولت الماركسية عند ماركس كنقل للصراع إلى ميدانه الحقيقي-ميدان العلاقات الإقتصادية-لتصبح أيديولوجيا /حراب في يدي من سموا أنفسهم ثوريين في حرب داخلية أنتجت ثورة أكتوبر العظمى بالإتحاد السوفييتي ،وهي تلقح هدا النمودج الرجعي بلقاح التقدمية خارج رحم الأفكار الإنسانية فتحولت إلى وثوقية صنمية ..
لكن هل هدا يمنحنا كارت بلانش كمايقولون ،لوصم لينين بالجهل أو نحو دلك،كلابالطبع ،لكن لينين كما وصفه بليخانوف تكمن مشكلته الأساسية في أنه:يعرف مايفكر فيه جيدا،لكنه يود أن يتجه قسرا لإثبات إستنتاجاته الخاطئة../الوصية السياسية لبليخانوف-ترجمة أشرف الصباغ.وبدلك فإن الرد على المتهافتين لتبرئة سقوط النظرية من إنهيار الإتحاد السوفييتي بالفصل بين الممارسة والنظرية ،فإن هدا النقاش بقدر ماصدر من شيوعيين فإنه ليس علميا،ماديا،على الإطلاق..وبقدر ماعبروا عن أنفسهم بصورة علمية فإنهم- وبإمتياز-لم يكونوا شيوعيين ..فلينين كان رجل دولة وبالتالي تقاد النظرية والفلسفة عند هؤلاء إلى مقاصل التطبيق ويتحول منظرو الحكم إلى ترزية-خياطين-فلا نخضعه هنا في المحاسبة عن تكتيكات سياسية لكن الجرم الذي قام به لينين في مواجهة أفكار ماركس،هو يكاد يصل مافعله إسلامويو الإنقاذ في مايتعلق بالفكر التجديدي في الإسلام..
أفكار لينين والمسماة(الماركسية اللينينية) خرجت من طين مملكة الضرورة،بينما أفكار ماركس صدحت تجاه مملكة الحرية..يدل على ذلك لغة الإضطرار في كتابات لينين التي قام معظمها لأي مطلع على المختارات على الهجوم الشخصي الجارح أحيانا والهادم لا البناء ،بعض التوجيهات العامة والملاحظات الجيدة..لكنها ليست عبقرية..أيضا نقول،أنه ليس من ضرورة لوجود العباقرة،إذا كان لنا الإتفاق على أن المثقفين يعيشون عالة على واقعهم إذ تحتاج تنشئتهم لجهد كبير منذ صغرهم ..فبروز العباقرة جهد مضاعف..ماركس عندما كان يكتب وفق طبيعة تأثيرات البناء الفوقي عليه،كذلك لينين،ليس هذا بجديد..لكن ما إفتقده لينين هو عينا ألأكسندرا-شخصية ميثولوجية يونانية تتنبأ بالمستقبل-لماذا؟ببساطة ،الإنسياق وراء التكتيكات السياسية أغرق لينين في تفاصيل الدولة والنظام السياسي،بينما ماركس فتمتع بذلك بجدارة ويمكن لنا أن ندلل بنقطتين:الأولى قام لينين في مؤلفه:الكارثة المحدقة وكيفية مكافحتها-سبتمبر1917 إجترح له تعريفا ومفهوما جديدا للإشتراكية بأنه الإحتكار الذي تقوم به الدولة من أجل خدمة الناس.هنا نرى أن التعريف سيق سوقا من قبل عربة الحكم والسلطة ولم تدفعه الأفكار،بل يقوم لينين بوضع مرحلتين بعد الرأسمالية هما:الإشتراكية(بالتعريف الذي وضعه)،والشيوعية (وهي تقابل مفهوم ماركس عن الإشتراكية في مايتعلق برأس المال والعمل الماجوروالمجتمع اللا طبقي)
النقطة الثانية هي أن كل كتابات ماركس ورفيقه أنجلز تحدثت عن أن الإشتراكية لايتم الوصول إليها إلا بعد وصول أعلى مراحل الرأسمالية ،ووصول الإنتاج إلى حدود فائضة عالية..لكن لهاث السلطة دفع البلشفيين في الإتحاد السوفييتي إلى حرق المراحل وإبتداع نموذج هو مزيج من البروليتاريا الرثة،والأميين،وتقاليد العنف الثوري آنذاك(بليخانوف،سبق ذكره)..فالإتحاد السوفييتي قبل الثورة الروسية كان دولة زراعية في الأساس منهكة من حروب إقليمية طاحنة،لم يكن بها إنتاج حتى يخلق فائض له،وما كان ينتج صادرته الثورة بلا رقيب..وحتى إنهيار الإتحاد السوفييتي ،ظلت الصناعات الثقيلة ضعيفة وغير منافسة في السوق العالمية(وليس سوق العالم الثالث هذا)..ومايتعلق بهذه النقطة بينما يبشر ماركس وأنجلز بالقبول بالديمقراطية والحرية ،يروج لينين للعنف الثوري في مواجهة الأعداء للدرجة التي تجعله يردد:لا أمانع التحالف مع الشيطان بل حتى مع جدته!

العودة إلى ماركس،أعني أفكاره،بداية صحيحة،بورجوازية نعم،أن نبدأ بالفرد وحقوقه تجاه مجتمع متعلم ومتنور،فاعل في فضاءات ساس يسوس،لانريد أيديولوجيا حزب سياسي يرفض السياسة ..لينين رجل سياسة وله ملاحظاته كما ذكرنا ،لكنه ليس المقدس وأفكاره بشكل أساس ساهمت في تحلل العقيدة الفلسفية القائدة للثورة الروسية وإنهيار المنظمومة الإشتراكية..نودها ماركسية لاشرقية ولاغربية فاعلة في ضمن تيار أنسنة واسع وممتد..لا صوت واحد(سولو) نشاز في عالم مابعد الحداثة
يبدو أن مقولة ماركس أن البورجوازية تصنع حفاري قبورها صحيحة لحد كبير،إلا أن الماركسية للأسف صنعت قبورا جاهزة لها ،ونجت الرأسمالية بمرونتها إلى حين،نتخلى عن لينينية عرجاء ،وأن نستثير في ماركسيتنا مناهج تنويرية متعددة

شعر لحبيبة واحدة أو:هكذا هي النستالجيا

شعر لحبيبة واحدة
وقراءة في النص لا تنطق إسمك
مصيرها أن تنسى
ولو جاملتها الأغنيات
تخونني الأوتار فيك
ويصدقني-رغم بساطتها-من ابتسامتك
التفات
فأموت وأحيا في نفس روحي والجسد
وأعود مغبرا ،من رحيل
في الشتات
وأعود لمدينة بها الشعراء لقطاء
في بيوت الطاعة الرسمية
والرعاع أسياد دار ،وإنتصار
فصودرت مني خاطرة،ضحكتين،ونكتة
تشوبها بعض البذاءة لكنها أبرأ
من وبيل الإنكسار
والقمر ،كوب من حليب تقدمه الملائكة
لشفاه حبيبتي
وأنا ينبت العشب بي مسافة أن يخنق آمالا بطعم الورد
وشوارعا من لون تهرب من أصابع بالشوق عبأتها
الأمنيات
حرضتها،لغتي ،أن تقاطع،نخبوية الإشكال،لتمنح النص
عفوية العشق المتاح
حرضتنا هي على تلك الخوازيق الرماح
وأنا لحبيبتي ،سهل مباح
فلتعدو حوافرها علي ،لتخدش الأيدلوجيا في مقتل
أو أموت في رعشتي
لعله يأتي صباح
ولعلها تصعد من رماد خيبتنا
لتجبر التاريخ أن يترك عادته المحببة
في أن يكرر نفسه في حماقة
ليتأمل ،يعض أصابعة من ندم جليل
ويظل شعري لك،وحدك
لا وطنا يتلبسك من زيف عتيق]
 ،ولا رمزية من طين يجافيه البلل